“الدولة التي تعجز عن حماية أضعف أفرادها هي دولة تقف على حافة الفشل الأخلاقي. حين يُغتصب جسد بريء، يُغتصب معه نسيج الإنسانية، وتتحول العدالة من مبدأ سامٍ إلى صمتٍ مدوٍ تموت معه القلوب وتتحجر. يُعري خيانة النظام الأقدس واجباته، خصوصًا أن القضية ليست قضية قانون فقط، بل قضية وعي مجتمعي وأخلاقي يمكن من خلالها إحياء الأمل للجميع، الضعفاء والبائسين الذين لا حول لهم ولا قوة إلا بالله. ما حدث لفتاة دار نعيم أو دار الجحيم يدمي القلب، يجعلنا نقف أمام حقيقة واحدة ندرك من خلالها أن العدالة ماتت في قلوبنا جميعًا قبل أن تموت في المجرمين السفاحين الساديين. حقيقة كشفت لنا ضعف الدولة في حماية أبنائها. كل هذا ليس سوى انعكاس لدوغمائية تكرس الفوضى الأخلاقية وتبرر الإفلات من العقاب الذي يشكل جوهر العدالة الغائبة. هذه الحادثة ليست مجرد انحراف أخلاقي فقط، بل هي طعنة عميقة في وجدان أمة بسيادة القانون والعدالة. السكوت ليس خيارًا، والتساهل هو دمار للمجتمع.”
✍️ عبد الرحمن الحسن